“علماء سريلانكا” تشارك في مؤتمر “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة” بالقاهرة

 جمعية علماء سريلانكا، برفقة فضيلة الشيخ محمد إلياس بن محمود لبي سكرتير لجنة الإفتاء العامة، في المؤتمر العالمي الثامن للإفتاء الذي استضافته دار الإفتاء المصرية، تحت عنوان “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة” على مدار يومَي 18-19 من أكتوبر 2023م.

وأبرز هذا المؤتمر الذي شهد تمثيلًا عالي المستوى من منظمات أممية ووزراء وسفراء ورجال الدولة وكبار المفتين من مائة دولة على مستوى العالم، دَور الفتوى والمؤسسات الإفتائية في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها البشرية في الألفية الثالثة، وعلى رأسها التحديات البيئية المتعلقة بالتغير المناخي، وتحدي السيولة الأخلاقية، والفكرية كانتشار الإلحاد وخطاب الكراهية وتنحية الدين عن حياة الناس، وكذلك تحديات الفضاء الإلكتروني، والتحديات الصحية التي تهدد حياة الملايين من البشر، فضلًا عن مناقشة التحدي الاقتصادي الذي يهدد العالم كله.

وعرض المؤتمر في مستهل فعالياته فيلمًا تسجيليًّا وضح أن المتغيرات في مطلع الألفية الثالثة ألقت المزيد من المسئوليات والأعباء على علماء الأديان عمومًا وعلى القائمين بالتجديد وبالإفتاء خصوصًا، وأن الفتوى ومؤسساتها هي الأكثر تفاعلًا مع المتغيرات والمستجدات والنوازل.

 

ولي ذلك الجلسة الافتتاحية التي افتتحها فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وشملت عدة كلمات لممثلين دوليين من علماء ومفتين، بمن فيهم الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف نائبًا عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، والدكتور محمد الضويني -وكيل الأزهر الشريف- نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وفضيلة الشيخ عبد اللطيف دريان، مفتي الجمهورية اللبنانية، والدكتور عمر الدرعي، مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، والأستاذ الدكتـور يوسـف بلمهـدي، وزيـر الشـئون الدينيـة والأوقاف بالجزائر، والدكتـور محمـود صدقـي الهبـاش، قاضـي قضـاة فلسـطين، ومستشار الرئيس الفلسطيني، إلى جانب كلمة للكنيسة المصرية، ألقاها الأنبا إرميا، وكلمـة منظمـة التعـاون الإسلامي ألقاها الدكتـور قطـب سـانو، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، نيابة عن الأمين العــام لمنظمــة التعــاون الإسلامي.

واستمرت فعاليات المؤتمر عقب الجلسة الافتتاحية حيث شهد اليوم الأول انعقاد جلسة الوفود، ثم انعقاد الاجتماع التأسيسي لملتقى بحوث ودراسات فتاوى الأقليات المسلمة، ثم بدء فعاليات الجلسة العلمية الأولى.

وفي السياق ذاته، شهد المؤتمر ثلاث ورش عمل، الأولى بعنوان: “برنامج تأهيلي للقيادات الدينية حول مكافحة خطاب الكراهية”، والثانية: “تحليل خطاب الجماعات المتطرفة في الألفية الثالثة”، أما الثالثة فتأتى بعنوان: “البوصلة الأخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي دينيًّا وإفتائيًّا”.

ودارت نقاشات المؤتمر حول ثلاثة محاور، المحور الأول تضمن: “تحديات الألفية الثالثة تحديد المناطات وبناء طرائق المواجهة”، والثاني تناول حول: “الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية”، والثالث ناقش: “الفتوى والتحديات الاقتصادية وتحديات الفضاء الإلكتروني”.

وشهد المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات العالمية، من بينها: إصدار دليل إرشادي عن الدبلوماسية الدينية كأداة فاعلة في مواجهة خطاب الكراهية، وإصدار ميثاق شرف لدور الفتوى في مواجهة تحديات الألفية الثالثة، إصدار دليل تعامل القيادات الدينية مع الصحفيين الأجانب، إطلاق (IFatwa) أول منصة رقمية لعلوم الفتوى، إعلامية وتحليلية وبحثية، تتعلق بالفتوى وتمثِّل بوصلة تحدد المعايير الصحيحة التي تحكم مجال “صنعة” الإفتاء.

وتلخصت رسالة المؤتمر في إبراز دَور الفتوى والمؤسسات الإفتائية في مواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها البشرية في الألفية الثالثة، كما هدف إلى مناقشة تحديات فكرية وأخلاقية واقتصادية وسياسية تستوجب إصدار فتاوى شرعية مستنيرة تناسب زماننا ومكاننا، وتحقق مصالح المسلمين والإنسانية جمعاء، والسعي إلى تبادل الخبرات والآراء بين دُور وهيئات الإفتاء في العالم، ووضع خطط وبرامج لتطوير المؤسسات الإفتائية ورفع كفاءة المفتين.

اختتام فعاليات المؤتمر مع تأكيد أصالة القضية الفلسطينية

أعلن مفتي جمهورية مصر، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم شوقي علام، اختتام فعاليات مؤتمر “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة” الذي نظمته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم؛ تأدية للواجب المنوط بها تجاه التحديات غير المسبوقة التي تواجهها الأمة الإسلامية والإنسانية جميعها، وبيان دور الفتوى في مواجهتها.

واستعرض المفتي في بيانه الختامي للمؤتمر ما تم إنجازه من خلال المناقشات وورش العمل التي شارك فيها نخبة من كبار المفتين والوزراء، ومن علماء الشريعة ورجال الفكر والإعلام، والباحثين وعلماء الاقتصاد والاجتماع والسياسة، والمتخصصين في قضايا البيئة والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وغيرها من القضايا التي تمس الإنسان في كل مكان.

وأعلن، في ختام كلمته، عن إطلاق عدد من المبادرات المهمة والمخرجات المتميزة التي أثرت المؤتمر وجلساته وحلقاته النقاشية، فضلا عن مجموعة من التوصيات والقرارات المهمة التي خلص إليها من اقتراحات السادة المشاركين من العلماء والباحثين.

وأكد المؤتمر “أصالة القضية الفلسطينية والأقصى الشريف وترسخها في وجدان الأمة الإسلامية شعوبا وحكاما، وأن قضية فلسطين كانت -وما زالت- حية تلتف حولها قلوب الأمة العربية والإسلامية جميعها، ولا تموت بالتقادم، بل تظل حية حتى يأذن الله تعالى ويعود الحق إلى أصحابه ويندحر العدوان الغاشم إلى الأبد”.

وثمن الدور المحوري الرئيسي الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية بشأن القضية الفلسطينية والأقصى الشريف.

كما أكد المؤتمر عظم وأهمية دور العلماء في نشر الوعي الصحيح بالقضية الفلسطينية وشرح أبعادها الحقيقية للجماهير ودعم دور الحكومات الرسمية في نصرة القضية الفلسطينية.

وأهاب المؤتمر بالمجتمع الدولي أن يتضامن معنا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأماكن المنكوبة والمتضررة في فلسطين من جراء العدوان الغاشم.

وأكد أن ما يحدث من عدوان على الشعب الفلسطيني الحر أمر يتعارض مع جميع الأديان والضمير الإنساني والقانون الدولي وكل الأعراف والتقاليد الإنسانية؛ لأن ما يحدث بوضوح هو تطهير عرقي ممنهج وقضاء نهائي مبرم على الحق الفلسطيني وإماتة تامة للقضية الأم وهي قضية الأقصى المبارك.

وقال المؤتمر في بيانه: يتابع علماء المؤتمر عن كثب تطورات الأحداث في قطاع غزة، والجهود المضنية التي تقوم بها مصر على كافة المستويات، ومن هذه الجهود: الدعوة لقمة دولية في مصر يوم السبت المقبل، والمؤتمر العالمي لدور وهيئات الإفتاء، إذ يجعل القضية الفلسطينية على رأس محاوره، مثمنا الدعوة المصرية لهذه القمة.

بحث أوجه التعاون بين مصر وسريلانكا في مجال الإفتاء والتعليم

استقبل سماحة مفتي جمهورية مصر العربية، الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم عبد الكريم علام، كلا من فضيلة المفتي محمد رضوي بن محمد إبراهيم رئيس جمعية علماء سريلانكا، و فضيلة الشيخ محمد إلياس بن محمود لبي، سكرتير لجنة الإفتاء العامة التابعة لها.

جاء ذلك على هامش مشاركتهما في فعاليات المؤتمر العالمي الثامن لدار الإفتاء المصرية، المنعقد تحت مظلة الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، ورعاية رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي، تحت عنوان “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة”، على مدار يومَي 18-19 من أكتوبر الجاري.

وخلال اللقاء بحث الجانبان أوجه تعزيز التعاون الثنائي في مجال الإفتاء والتربية والثقافة الدينية، بين دار الإفتاء المصرية وجمعية علماء سريلانكا ممثلة بلجنة الإفتاء التابعة لها، وأكدا حرصهما على تبادل الخبرات والتجارب في صناعة الفتوى الرصينة وضبط بوصلتها.

وبدوره، أكد مفتي الديار المصرية، استعداد دار الإفتاء المصرية الكامل لتقديم كافة أشكال الدعم العلمي والشرعي التدريبي للعلماء والطلاب السريلانكيين على مهارات الإفتاء، وتدريب وتأهيل المفتين وتكوين المَلكة العلمية لديهم.

ومن جانبه أفاد الوفد السريلانكي، بجهود دار الإفتاء المصرية في ملف تدريب المفتين والأئمة، وإنشاء إدارة مخصصة لتدريب المفتين، يتوافد عليها عدد كبير من الشخصيات العالمية من مختلف دول العالم للتدريب. كما وجه المفتي السريلانكي دعوة خاصة إلى مفتي مصر لزيارة سريلانكا.

كلمة مفتي سريلانكا في المؤتمر

 

الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

سعادة اللواء السيد محمد علاء مستشار مفتي جمهورية مصر العربية للتكنولوجيا والمعلومات.

أصحاب المعالي والسعادة العلماء والباحثين المكرمين، الحضور المبارك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود في مستهل حديثي أن أعرب عن خالص شكري وتقديري لفضيلة الأستاذ الدكتور شوقيي إبراهيم علام مفتي جمهورية مصر العربية على دوره القيادي الفعال وعلى جهوده المضنية في خدمة الكتاب والسنة، ويأتي هذا المؤتمر العالمي المرسوم بتحديات الفتوى في الألفية الثالثة من ضمن سلسلة جهوده الميمونة،

كما يسرني أن أقدم شكري الجزيل إلى جميع القائمين على هذا المؤتمر بجميع فعالياته وورش أعماله وبرامجه، بالجهد المبذول والتفاني والإخلاص.

أيها الحضور المبارك

يطيب لي أن أعبر سروري وحبوري بتواجدي في هذه الورشة مع ثلة من العلماء والباحثين زينة المجلس والحاضرين من كل أصقاع المعمورة. نفع الله بهم الإسلام والمسلمين

وبصفة حضوري في هذا المؤتمر متمثلا بجمعيةعلماء سريلانكا أرى من الواجب ان أعبر في كلمات عابرة عن العلاقات التاريخية بين مصر و سريلانكا والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ الإسلامي منذ عقود طويلة

ولا شك ان الكلمات تقف عاجزة عن وصف مصر هذا البلد العريق الموغلة في القدم

فإن مصر مهد الحضارات وهي والتاريخ توأمان، وتستحق بجدارة زعامة العالم العربي، وهي نَفاق سُوق العلم ورواج بضاعة الأدب، ومنبع العلماء والفقهاء والمحدثين. والأزهر الشريف المنهل المورود في الدين والعلم للعالم الإسلامي لا يضارعه في تقدم السن وطول العمر معهد أو جامعة على وجه الأرض،

ودار الإفتاء المصرية هي منارة ورائدة لمؤسسات الإفتاء العالمية، ومن ريادتها هذا المؤتمر العظيم

أيها الحضور المبارك تربط بين مصر وسريلانكا علاقات تاريخية أود الإشارة إلى بعضها في النقاط التالية

ومن ضمن العلاقات التاريخية بين مصر وسريلانكا، مالمصر ولمسلمي سريلانكا من علاقات وطيدة.

١-عاش الزعيم القائد أحمد عرابي باشا في منفاه في سريلانكا ٢٠ عشرين عاما ساهم خلالها بقوة في إحداث نهضة تعليمية واجتماعية شاملة، وتخليدا لذكراه وإسهاماته الثمينة قام الشعب السريلانكي بتكريمه بإطلاق شارع باسم الزعيم أحمد عرابي باشا بالعاصمة كولومبو

٢ – يربط بين مصر وسريلانكا منهج موحد في العقيدة والفقه والتزكية

فإن المسلمين متبعون للمذهب الأشعري في العقيدة ومقلدون بالمذهب الشافعي في الفقه وسالكون بالطرق الصوفية من الشاذلية والقادرية والرفاعية والنقشبندية في التزكية

٣ – كما تربط بينهما علاقات تربوية وتعليمية، ولا تزال جامعة الأزهر الشريف تستقطب الطلاب من سريلانكا إلى حضانتها لرعاعيتهم بالتربية الإسلامية الأصيلة وتجدر الإشارة إلى أن الإمام الجليل أحمد بن محمد بن محمد الهيتمي الذي تعول عليه لجنة الإفتاء السريلانكية في الفتوى كان من مشيخة الأزهر الشريف

أسأل الله تعالى أن يتقبل هذه الجهود المباركة وأن يبارك في مصر وشعبها وأن يحميهم من كل مكروه وأن ينفع بهم الإسلام والمسلمين أجمعين.

ثم إن الموضوع الذي يتم النقاش عنه في هذه الورشة من أمس حاجات العصر، فإن الذكاء الاصطناعي لم يعد اليوم من ضروب الخيال العلمي، بل بات حقيقية واقعة متوغلة في مختلف مجالات الحياة، ومن هذه المجالات الفتاوى والأحكام الشرعية ومن ثم كان لزاما البحث عن الذكاء الاصطناعي ما له وما عليه في مجال الفتوى، فيحل عنوان الورشة “البوصلة الأخلاقية لاستخدامات الذكاء الاصطناعي من منظور ديني إفتائي” محل العناية والبحث والنقاش، ومن ثم التوصل إلى نتيجة علمية.

*المخاطر الأخلاقية الناجمة عن استخدامات الذكاء الاصطناعي*

أولا:

لا شك أن التقدم التكنولوجي السريع الذي يشهده العالم أتى للبشرية بفوائد عظيمة لا يختلف فيها اثنان، واتسمت التقنية بميزات متعددة يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

السرعة القياسية في الوصول إلى المعلومة

سهولة الوصول إلى المعلومة

سهولة تبادل المعلومات والمشاركة بها

توفير الوقت والجهد

توسيع نطاق المستفيدين على المستوى العالمي.

ومع هذه الفوائد هناك تأثيرات سلبيات لا ينبغي التغاضي عنها ومن أبرزها تضعيف القدرات والمواهب البشرية، وخصوصا في مجال الشريعة، ولو تتبعنا النظر في التاريخ الإسلامي لأمكننا القول بأن حفظ التراث الإسلامي قام على أصول أربعة

الحفظ والرواية

الكتابة والتدوين

العمل والتطبيق

النشر والتبليغ

واعتمد السلف الصالح على وسائل تقليدية ملائمة للعصر في هذه الأصول الاربعة، وكانت تلك الوسائل معتمدة على الاستخدام المباشر للقوى البشرية وقدراتها ومواهبها سواء كانت ذهنية ام بدنية، فآتت ثمارا عظيمة نتيجة للجهود المبذولة فيها وعظم تأثيرها في البشرية من الناحية الروحية وقد كان السلف يمتازون بقوة حفظ قياسية، ونُسَخ الكتاب والسنة كانت نسخا عملية في حياتهم، وكانت اقوالهم وأفعالهم مؤثرة، وأما التقنية لما كانت معتمدة على التيسير والتخفيف والاستغناء عن القدرات البشرية المباشرة أدى ذلك إلى ضعف فيها وأثرت في تنمية المواهب والقدرات البشرية كما أثرت من الناحية الروحية نتيجة تعود النفوس على الترف والسهولة.

وهناك قاعدة تقول انه كلما ازداد استخدام قوة من قوى البدن ازدادت قوة وعلى عكس ذلك كلما اهملت قوة منها ازدادت ضعفا كما نشاهد في هذا العصر عصر التقنية وتطور وسائل النقل والمواصلات أنه لم يبق للإنسان قوة التحمل للسفر بالمشي على الأقدام مثل ما كانت لمن سبق قبل هذا العصر.

ثانيا: من هنا يلزم اطر وضوابط في استخدامات التقنية والذكاء الاصطناعي في مجال الشريعة حتى يتم الانتفاع بصالحها والاجتناب عن طالحها كما قال الله تعالى في شأن الخمر والميسر وإثمهما أكبر من نفعهما. ويلزم عدم الاعتماد المفرط على التقنية والذكاء الاصطناعي بالكلية.

ثالثا:

بما أن الذكاء الاصطناعي هو قدرة الآلات والحواسيب الرقمية على القيام بمهام معينة تحاكي وتشابه تلك التي تقوم بها الكائنات الذكية، يوفر الإنسان الوقت والقدرة بالذكاء الاصطناعي الذي يحل محله ويقوم بمهامه على ما يعطيه اوامره

وهذه الميزة وإن كانت نافعة في كثير من المجالات إلا أنها تؤثر سلبيا في مجال الفتوى من بعض النواحي وذلك أن هذه الآلات الجامدة التي لا روح لها لا تتسم بالورع والتقوى، ولا تتحلى بالآداب التي ينبغي للمفتي التحلي بها والتي ذكرها العلماء في كتب هذا الفن مستمدة من نصوص الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح

ومن أهم هذا الآداب: عدم تسرع المفتي في الإفتاء والتحلي بالتأني والورع والتقوى قبل أن يجيب عن أي مسالة موجهة إليه ، وقد وردت نصوص كثيرة كثيرة جدا على تهيب السلف للفتيا. والفتوى هو توقيع عن رب العالمين.

عن الإمام الشعبي والحسن وأبي الحصين قالوا إن أحدكم ليفتي في المسألة ولو وردت على عمر بن الخطاب لجمع لها أهل بدر.

ورويت عن الإمام مالك رحمه الله روايات كثيرة في تورعه عن الفتيا، وقال ابن وهب سالت مالكا في ثلاثين الف مسالة نوازل في عمره فقال في ثلثها أو شطرها او ما شاء الله منها لا أحسن ولا أدري

رابعا: من المخاطر الأخلاقية احتمال اتباع المستفتي لهواه فيما يعرضه من حوادث ومسائل

خامسا: من المخاطر الأخلاقية عدم قدرة الذكاء الاصطناعي على مقصود المستفتي ومراده كما هو في الواقع.

وفي ختام هذه العجالة أقول

استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى له منافعه ومضاره، وينبغي النقاش عن المخاطر الأخلاقية المذكورة واعتناء المؤسسات الإفتائية ثم وضع أطر وضوابط تقي من هذه المخاطر.

وأسال الله ان يتقبل هذا المؤتمر وينفع به الإسلام والمسلمين.

 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *