زيارة تاريخية مهمة لرئيس جمعية علماء سريلانكا إلى الأمم المتحدة

قام رئيس جمعية علماء سريلانكا (ACJU)، فضيلة المفتي محمد رضوي بن محمد إبراهيم بزيارة قصيرة مهمة إلى الأمم المتحدة بجنيف، شارك خلالها -ممثلاً للعلماء المسلمين في سريلانكا- في المنتدى الاجتماعي الذي استضافه مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، على مدى يومي 2 و3 نوفمبر الجاري، تحت موضوع “دور العلم والتقنية والابداع في تطوير حقوق الانسان ولاسيما خلال مرحلة ما بعد جائحة كورونا”، وبمشاركة 60 شخصا بمن فيهم كبار المسؤولين ودبلوماسيون وممثلو منظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء العالم.

ومن جانبه، قدم المفتي رضوي إلى المنتدى، ورقة بحثية حول القضايا ذات الأهمية العالمية، وألقى خطاباً مؤثراً شدد فيه على ضرورة التسامح الديني والحوار والتعاون بين مختلف الأديان والمجتمعات، مؤكداً التزام جمعية علماء سريلانكا بتعزيز التفاهم والسلام في عالم يتسم بالتنوع والتعقيد.

كما استخدم المنصة للدفاع عن حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي بين المجتمعات المتنوعة، حيث قدم توصياته التجريبية والعلمية حول دور العلم والتكنولوجيا في استعادة حقوق الإنسان. وتطرق إلى المخاوف الملحة التي تواجه المسلمين في جميع أنحاء العالم والمنطقة، مسلطًا الضوء على دور الجمعية في تعزيز العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والتعايش الديني.

 

تسليم رسالة خاصة إلى أمين عام الأمم المتحدة

قام رئيس الجمعية خلال هذه الزيارة بتسليم رسالة خاصة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أشاد فيها بجهوده لوقف إطلاق النار الإنساني الفوري والدائم، والقرار الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 26.10.2023.

يُشار إلى أن هذا القرار يشمل جوانب عديدة مثل حماية الحقوق المدنية، وإعلاء القوانين الدولية الإنسانية، واستمرار العمل الإنساني في غزة، وتوفير المرافق الأساسية والسلع والخدمات الأساسية والإغاثة، وتأكيد حماية الحقوق المدنية.

 

خطبة الجمعة في مسجد الأمم المتحدة بجنيف:

إضافة إلى أهمية زيارته، مُنح رئيس الجمعية المفتي محمد رضوي، شرف إلقاء خطبة الجمعة يوم 03 نوفمبر 2023 في المسجد الواقع داخل مقر الأمم المتحدة بجنيف. وكانت خطبته بمثابة فرصة لتعزيز الوحدة والرحمة والاحترام المتبادل بين المصلين، وشددت على القيم العالمية للإسلام، في إرساء السلام والعدالة والرحمة.

وشدد خلالها على ضرورة ضمان حقوق الإنسان في العالم، وإقامة العدالة الاجتماعية والتعايش المشترك، وعلى ملامح ميثاق المدينة المنورة الذي يعتبر أول دستور سياسي مكتوب في تاريخ البشرية، وضعه نبينا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، مسلطاً الضوء، كيف ساهم ميثاق المدينة المنورة في إرساء العدالة الاجتماعية، وتنظيم الفضاء الديني وبناء الاعتدال، والتسامح والتعايش بين مختلف الأديان والثقافات، وشدد على ضرورة بذل الجهود لتنفيذ هذا الميثاق في عالم اليوم، وعلى أهمية الحوار والتعاون بين الأديان كأدوات أساسية لبناء عالم أكثر انسجاما، الأمر الذي لاقى قبولاً واسعاً لدى الحضور.

وجاءت هذه الزيارة إلى الأمم المتحدة بفضل جهود السيد معيز وهابدين، رئيس المجلس العالمي لحقوق الإنسان (UHRC)، الذي قام بتنسيق الزيارة كجزء من مبادرة أوسع لتعزيز الحوار والتفاهم بشأن القضايا العالمية الملحة.

 

فرصة قيمة لتعزيز العلاقات الدولية

تعد زيارة المفتي رضوي والوفد المرافق بمثابة فرصة قيمة لتعزيز العلاقات الدولية وتعزيز الحوار والمشاركة في المناقشات حول القضايا الاجتماعية والإنسانية العالمية. كما ترمز إلى مشاركة الجمعية وتعاونها مع المنتديات الدولية، في معالجة التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم.

علماً بأن المنتدى الاجتماعي هو اجتماع سنوي يُعقد من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وهو بمثابة مساحة فريدة للحوار المفتوح والتفاعلي بين كل من الجهات الفاعلة في المجتمع المدني، وممثلي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الحكومية. ويقدم هذا الدليل العملي للمجتمع المدني معلومات مفيدة حول كيفية المشاركة في المنتدى الاجتماعي.

 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *