تعزية بوفاة فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق

ACJU/NGS/2025/178
2025.10.09 (1447.04.16)

قال الله تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [آل عمران : 185]

بقلوبٍ مؤمنة بقضاء الله وقدره، وببالغ الحزن والأسى، تلقّت جمعية علماء سريلانكا نبأ وفاة فضيلة الشيخ الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم – رحمه الله – عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، وأحد أبرز أعلام الحديث والدعوة والفكر الوسطي في العالم الإسلامي.

لقد كان الشيخ الراحل – رحمه الله – علمًا من أعلام الأزهر، ومنارةً للعلم والدعوة، سخّر حياته في خدمة الشريعة وتعليم السنة، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، فكان مثالًا للعالِم الرباني، والمربّي الفاضل، والداعية المعتدل الذي يجمع بين العلم والعمل، ويؤسس للوعي الرشيد والفكر الوسطي في مواجهة الغلو والتطرف.

وُلد الشيخ – رحمه الله – في 6 فبراير 1941م بمحافظة الشرقية بجمهورية مصر العربية، وتخرّج في كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، ثم تدرّج في المناصب العلمية حتى تولّى رئاسة جامعة الأزهر، ونال عضوية هيئة كبار العلماء، وأسهم في تدريس العلوم الإسلامية في جامعات مصرية وعربية، ومثّل الأزهر الشريف في مؤتمرات وملتقيات علمية دولية، ما جعله صوتًا بارزًا للعلم الأزهري المعتدل على الساحة العالمية.

وقد خلّف الشيخ إرثًا علميًا زاخرًا، تجاوز 120 مؤلفًا في علوم الحديث والعقيدة والسيرة والدعوة، وأشرف على مئات الرسائل العلمية، وخرّج أجيالًا من العلماء والدعاة الذين ينتشرون في أصقاع العالم الإسلامي، وكان مرجعًا علميًا وفكريًا يُشار إليه بالبنان.

وإن جمعية علماء سريلانكا، إذ تنعى فقيد الأمة الإسلامية، فإنها تستحضر بعميق الوفاء الدور التاريخي والريادي الذي أدّاه الأزهر الشريف في تعليم أبناء سريلانكا ونشر العلم الشرعي في ربوعها، حيث تخرّج مئات العلماء والدعاة من رحاب الأزهر على مر العقود، وكان للشيخ أحمد عمر هاشم – رحمه الله – بالغ الأثر في دعم هذا الدور من خلال حضوره العلمي والفكري، ومشاركاته المؤثرة في المؤتمرات الدولية التي جمعت علماء المسلمين من مختلف الأقطار، ومنهم علماء سريلانكا.

وبهذا المصاب الجلل، فإن جمعية علماء سريلانكا تتقدّم، باسم مسلمي سريلانكا، بخالص العزاء وصادق المواساة إلى الأزهر الشريف، وهيئة كبار العلماء، وعلماء مصر الأجلاء، وأسرة الفقيد الكريمة، وطلابه ومحبيه، والشعب المصري النبيل، والأمة الإسلامية جمعاء.

ونسأل الله العلي القدير أن يتغمد الشيخ الفقيد بواسع رحمته، وأن يكرم مثواه، ويسكنه فسيح جناته، ويجعل ما خلّفه من علمٍ وعملٍ صالح في ميزان حسناته، وأن يُبارك في علمه، ويجعله صدقةً جاريةً له إلى يوم الدين.

وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنّا بعده، واغفر لنا وله، واجعلنا من العاملين بعلمه، والناصرين لمنهجه.

 

الشيخ محمد رضوي بن محمد ابراهيم
الرئيس

الشيخ محمد أرقم نورآمت
الأمين العام

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *